مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 1/24/2022 01:49:00 م

ما الذي يحول بيننا وبين أن نصبح أغنياء؟
 ما الذي يحول بيننا وبين أن نصبح أغنياء؟ 
تصميم الصورة رزان الحموي
استكمالاً لمقالنا السابق ولننجب عن السؤال " مالذي يحول بيننا وبين أن نصبح أغنياء ؟"

تخطيط الانفاق عملٌ حكيم:

بعض الناس يقومون بترتيب أولويات الإنفاق بحسب منطقٍ محدد، فعليهم التعامل مع دخلهم مهما كان مقداره، فهم يحاولون تغطية احتياجاتهم الأساسية أولاً

 وإذا زاد لديهم شيءٌ من المال فهم إما ان يدّخروه، أو أن يصرفوه على رغباتهم، فمن استطاع |الادخار| فقد يستطيع استثمار مدخراته بشكلٍ ما، أو قد يبقيها لحالات الطوارئ، بحسب المثل القائل 

"ادّخر قرشك الأبيض ليومك الأسود".


إلى أين يؤدي الانفاق بدون حساب؟

 بعض الأشخاص يتصرفون وفق مبدأ ....... "اصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب"

 فهم يصرفون كلَّ ما يقع تحت أيديهم على أمل أن يحصلوا على المزيد بشكلٍ ما، ومثل هؤلاء الأشخاص لن يدّخروا شيئاً، بل هم غالباً يشتكون القلّة ويعانون من العوز مهما كان دخلهم مرتفعاً.

لماذا قد يصرف الناس أموالهم على أشياء غير ضرورية؟

في سنة 1899، قام عالم| الاقتصاد| الأمريكي "ثورستين فيبلين" بدراسةٍ استطاع من خلالها الوصول إلى مصطلحٍ أسماه الاستهلاك التفاخري

 بمعنى أن الكثير من الناس يشترون سلعاً غير ضروريةٍ لمجرد التباهي فقط، وهذا قد ينتج عن الشعور بالغيرة من الآخرين

 فكثيراً ما نجد أخوين (أو أختين) يتنافسان في الانفاق لإظهار تفوقّهما المادي رغم تفاوت مستوى دخلهما.

الاستهلاك التفاخري هو أول غلطةٍ تمنعنا من الثراء:

يعيش معظم الناس اليوم حياةً قائمةً على الاستهلاك بشكلٍ أساسي، فلو نظرنا إلى معظم| المشاريع| والمنشآت المنتشرة حولنا، لوجدنا معظمها يحاول دفعنا إلى إنفاق أكبر قدرٍ ممكنٍ من أموالنا على المنتجات أو الخدمات التي يقدمونها، ضمن ما يسمى بالإعلان و|التسويق|

فنجد الكثير من الناس يصرفون الكثير من أموالهم على سلعٍ استهلاكيةٍ غير ضرورية، والملفت أن معظم هؤلاء يحاولون اقناع أنفسهم ومن حولهم بأن هذه السلع ضروريةٌ ومفيدةٌ جداً.

الخط الرفيع بين الاحتياجات والرغبات:

كثيراً ما لا نستطيع التمييز بين الحاجة الضرورية والرغبة في شيءٍ ما، فمثلاً لكي نذهب إلى عملنا، فلا بد لنا من وسيلة نقلٍ محددة، فهذه حاجةٌ أساسية

 ولكن اختيار تلك الوسيلة هو رغبة، فلماذا قد يركب أحدنا سيارته الخاصة أو سيارة أجرة إذا كان قادراً على ركوب المواصلات العامة؟ 

ما هي الأعذار الوظيفية؟

نشرت الباحثة الأمريكية الأستاذة في جامعة هارفورد "أنات كينين" سنة 2016، ورقة بحثٍ قالت فيها بأن الكثير من الناس يبرّرون سبب شرائهم لسلعٍ غير ضرورية، بحجة ما يسمى بالأعذار الوظيفية

فهناك مثلاً من يستبدل هاتفه النقّال بهاتفٍ أحدث، ويبرّر ذلك بوجود ميزةٍ معينةٍ في الهاتف الجديد تخدم وظيفته، والأمثلة كثيرةٌ على ذلك.

لماذا يحاول الناس تقديم الأعذار الوظيفة لأنفسهم أو للآخرين؟  

يميل معظم الناس لتبرير أفعالهم بشكلٍ عام، ومن أهمِّ الأفعال التي نجد الكثير من الناس يحاولون تبريرها، حتى لو لم يُطلب منهم ذلك، هي| الأعذار الوظيفية |

ولو حاولنا البحث عن تفسيرٍ ما لهذا السلوك، لوجدناه غالباً ينبع من رغبة الانسان بالظهور أمام الآخرين بمظهرٍ لائق، فمعظمنا لا يقبل أن يكون أقل من غيره بأي شكل.

 اقرأ المزيد ...

سليمان أبو طافش 

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.